[url=http://www.rooh-oman.comt1752.html" >الرقية علاج نفسي[/url]
وقد تبين أن للعوامل النفسية أثر عظيم في إحداث العلل العصبية الوظيفية وفي الشفاء منها أيضاً، وفي طليعة هذه العوامل (الانفعال) وما يحدث من أثر سيء في سير الوظائف الفزيولوجية في أنحاء البدن كافة والذي يفضي أحياناً إلى اضطراب في أحد أجهزة البدن قد يستمر ويكون باعثاً حقيقياً لإحداث علة عضوية ثابتة (قرحة التوتر الشرياني).
فالقلق مثلاً قادر على الإخلال بالوظائف الفيزيولوجية وعلى إحداث أعراض بدنية ـ نفسية إذ يمكن للقلق الحاد أن ينبه مثلاُ الجملة النباتية الودية sympathicمؤدياً إلى تشنج البواب أو الفؤاد أو المعي، كما يمكن أن يحدث زيادة في الحموضة المعدية أو إسهالاً أو إمساكاً أو خفقان في القلب أو خوارج انقباض أو ضيقاًُ تنفسياً أو تعرقاً في الوجه واليدين.
ويقصد بالمعالجة الروحية أو النفسانية تطمين المريض ورفع معنوياته والإيحاء إليه بأن مرضه سيسير عاجلاً نحو الشفاء. وقد أكد الدكتور القوصي[34] (أن أثر الإيحاء في الحالات الجسمية أمر معلوم ففكرة الصحة أو المرض يمكن أن تؤدي إلى الصحة أو المرض ويرجع قسط كبير من نجاح العلاج الدوائي إلى ما يصاحبه من إيحاء بالشفاء وإذا توفر الاعتقاد ـ أمكن الوصول إلى الشفاء دون أخذ الدواء) وقد أثبت الأطباء أن للإيحاء فوائد علاجية في كل من الأمراض العضوية والوظيفية والنفسية.
ففي الأمراض العضوية يفيد الإيحاء في عزل العنصر النفسي الذي يزيد في المظاهر المرضية ويشوش على الطبيب الصفحة السريرية ما قد يضلله في التشخيص كما ثبت أن الإيحاء قد يشفي أمراضاً عضوية بحتة كما هو معروف عند أطباء الجلد من شفاء الثآليل بالإيحاء.
أما في الاضطرابات الوظيفية فإن فائدة الإيحاء تكون أقوى، ومن أمثلتها معالجة بعض أنواع الخفقان والصداع وسوء الهضم والإمساك وفي معالجة أقياء الحمل المعندة (كما هو ثابت عند الأطباء المولدين) يقول الدكتور شوكت القنواتي: (ومما تجدر الإشارة إليه العلاقة الوثيقة بين الجهازين الودي والعصبي الدماغي مما يعلل دور الإيحاء في شفاء أقياء الحمل المعندة والخطرة وتقوم المعالجة النفسية بالإيحاء على عزل المريضة تماماً ثم بالتظاهر مثلاًُ بوجود انحراف في الرحم سيعمد المولد إلى رده أو اقناعها بأن لدى المولد طريقة لا تخيب سيطبقها لها، وكثيراً ما تكفي المعالجة النفسية هذه في شفاء تلك الأقياء).
أما فائدة الإيحاء في الأمراض النفسية فهي أعظم وأجل، إذ يعتبر في عداد أدويتها القيمة والناجعة وخاصة تلك الحالات الناجمة عن القلق. وحديثنا تعتبر التحليل النفسي من العلاجات المهمة للآفات النفسية. وفي هذا المجال يقول الدكتور النسيمي: (وإن المعالجة الروحية في الطب الإسلامي إنما تعتمد على القرى والأوعية المأثورة. وتشترك الرقى مع الإيحاء ببعض الشروط والظروف، ويعتبرها المسلمون استغاثة بالله تبارك وتعالى واستمدادا للعون منه).
إن فعل الرقى كعلاج يختلف بحسب درجات الإيمان واليقين وصفاء النفس وخاصة عند الراقي، وحسب درجة الالتجاء والتذلل والرجاء من الله تعالى حين الرقية، وعلى حسب اعتقاد المرقي بالرقية وثقته بأهلية الراقي وإخلاصه وهذا ويعلل الدكتور النسيمي النتائج الحسنة للرقى الإسلامية بأحد أمرين: الإيحاء والمعونة الإلهية، أو بكلا الأمرين معاً.
1ـ الإيحاء:
وبه ترتفع معنويات المريض وتخف الأعراض ويشعر بالتحسن أو يشفى، والطب الحديث يقر أثر الإيحاء في الشفاء بدون شك. يقول ابن القيم: (وقد جعل الله سبحانه لكل داء دواء ولكل شيء ضداً، ونفس الراقي تفعل في نفس المرقي فيقع بين نفسيهما فعل وانفعال، كما يقع بين الداء والدواء فتقوى نفس المرقي وقوته بالرقية على ذلك الداء فيدفعه بإذن الله ... وكلما كانت كيفية نفس الراقي كانت [url=http://www.rooh-oman.comt1752.html" > الرقية [/url] أتم) وقال: إن الأذكار والأدعية التي يستشفى بها، وإن كانت نافعة شافية لكنها تستدعي قبل المحل وقوة همة الفاعل وتأثيره).
2ـ المعونة الإلهية:
يعتقد المسلمون بمعونة الله القادر على كل شيء والتي يقدمها سبحانه استجابة لدعوة المضطر، الصادرة من أعماق نفسه، أو معونة لعبده الصالح الذي رجه، يقول تعالى: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) وبقدر ما يكون الراقي كامل الإيمان، قوي العزيمة، صادق اللجوء إلى الله، بقدر ما تكون رقيته ناجعة بإذن الله. ولقد نقل ابن حجر عن الإمام ابن التين قوله: (الرقى بالمعوذات وغيرها من أسماء الله تعالى هو الطب الروحاني، إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله تعالى).
ويعتقد المسلمون أن [url=http://www.rooh-oman.comt1752.html" > الرقية [/url] لعدة أيام. هذا وإن شفاء اللديغ بالرقية لأكبر دليل على وجود أمر زائد عن الإيحاء وحده، لأن الإيحاء لا يكفي في شفائها فهو يزيل المخاوف والقلق حول نتائج اللدغة.
ويرى النسيمي أن من أسباب فشل المعالجة بالرقى، حين فشلها، أن يتقصد المريض إهمال الدواء المادي، المتيسر له، والمعروف فائدته لمرضه. ففي ذلك الفشل تأديب من الله تعالى للمهمل. ولأنه في إهماله هذا ترك للأخذ بالأسباب، وكأنه بذلك يعترض على الحكمة الإلهية في خلق الأدوية المادية التي هي سبب الشفاء، فتؤد به القدرة الإلهية بخيبة رقيته. وما أجاز الإسلام الرقي، بحال من الأحوال، لتحل محل الدواء المادي كما ثبت من فعل رسول الله e وسلوكه في صحته ومرضه، ولكن لتكون تذكيراً بالله ودعماً نفسياً لروحه لبلوغ أفضل النتائج العلاجية.
ولقد تكلم علماء المسلمين منذ القديم على أهمية الأدوية الروحية الداعمة للأدوية المادية فقال ابن القيم: (نبه الإسلام المريض على أدوية روحانية يضمها إلى لأدوية المادية المتوفرة، وتشمل اعتماد القلب على الله والتوكل عليه والالتجاء إليه والتذلل والصدقة والدعاء والاستغفار والإحسان إلى الخلق وإغاثة الملهوف. وهذا جاء على قانون الحكمة الألهية وليس خارجاً عنها ولكن الأسباب متنوعة فإن القلب متى اتصل برب العالمين، وخالق الداء والدواء ومدير الطبيعة ومصرفها على ما يشاء، كانت له أدوية أخرىة غير الأدوية التي يعانيها القلب البعيد منه، غير المرضي عنه، وقد علم أن الأرواح متى قويت، وقويت النفس والطبيعة تعاونا على دفع الداء وقهره.
وهذا الذي تكلم عنه ابن القيم، تحدث عنه الدكتور بول آرنست في كتابه (الله يتجلى) حيث يقول": (دلت الإحصائيات أن 80% من المرضى في جميع المدن الأمريكية، ترجع أمراضهم إلى حد كبير على مسببات نفسية وعصبية. ومما يؤسف له أن كثيراً ممن يشتغلون بالعلاج النفسي يفشلون لأنهم لبا يلجؤون إلى بث الإيمان بالله في نفوس المرضى مع أن الأديان جاءت لتحريرنا من هذه الاضطرابات وإن تسليمي بالنواحي الروحية إلى جانب إلمامي بالمادة العلمية يمكنني من الأمراض علاجاً يتمس بالبركة الحقيقية).
وقد يعترض قائل فيقول: إن القرآن نزل هداية للبشر ودستوراً وتشريعاً لحياتهم فما بالكم تجعلونه طباً وعلاجاً؟ يجيب الشيخ عبد الله صديق على هذا فيقول: [إن الله سبحانه وتعالى أنزل كتابه لحكم ومنها إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومنها بيان الشرائع والأحكام التي كلف الله بها عباده، ومنها قراءته في الصلاة، والتعبد بتلاوته، ومنها التبرك به قال تعالى: (وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه) ومنها التداوي به، قال تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) وقوله: (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء) فهذه الحكم لا تنافر بينها ولا تناقص، وهي متداخلة متوافقة يمكن الأخذ بها جميعاً]
وقال الصديق: (إن التداوي بالقرآن يتضمن الالتجاء إلى الله في كشف الضر عن المصاب، بكلامه الذي فيه سره، وفيه ربوبيته، وفي لفت الناس إلى هذا الجانب الروحي حكم أهمها أن يكون بين العبد وربه صلة دائمة تقوي يقينه وتملأ قلبه طمأنينة فلا يعتر به قنوط ولا تضجره المصائب والأمراض على كثرتها وشدتها لاعتماده في دفعها على من وسعت رحمته وعمت نعمته سبحانه وتعالى).
وختاماً تقول أن الإسلام كما أمر بالتداوي بالأدوية الحسية المادية والأخذ بالأسباب العلمية فإنه رغب بمشاركتها بالأدوية الروحانية من رقى بكلام الله العزيز وأدعية مأثورة بل وجعل نبي الله الدعاء ضرب من العبادة فقال: (الدعاء مخ العبادة) حتى يتذكر المريض خالق الداء والدواء، وتبقى عقيدة التوحيد خالصة له سبحانه وتعالى في الصحة والمرض، مما يجعل روح المريض هادئة متفائلة بالتجائه إلى رب الأرباب، فيقوى صبره، وتغيب الوساوس والمخاوف والأوهام وترتفع معنوياته وينمو أمله بالشفاء. مما يؤدي إلى ازدياد مقاومته فعلاً وتختفي أعراض الاضطراب النفسي ويبدو التحسن بالطبع حتى في أعراض مرضه العضوي أو الوظيفي ويتم الشفاء أحياناً فيهما معونة من الله وفضلاً ...
كل ذلك بمقدار ثقة المريض بالرقية والراقي وبمقدار قوة إيمان الراقي ويقينه بالله سبحانه وتعالى.
الموضوع الأصلي:
hgvrdm ugh[ ktsd ugh[ <div>
__________________
[img]aaiin/buttons/quickreply.gif" alt="الرد السريع على هذه المشاركة[/img]
المفضلات